المقدمة الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد : فإن طلب العلم الشرعي من أفضل النوافل والقربات إلى الله سبحانه وتعالى الذي فيه رفع الجهل وإحياء للسُّنة وإماتة للبدعة والموفَّق من سلك طريق العلم النافع ورُزق العمل الصالح واجتهد في الدعوة إلى الله عز وجل بالتي هي أحسن موافقاً لهدي نبينا محمد  ولهذا تسابق طلبة العلم لحضور دروس العلماء الربانين ومن نعمة الله تبارك وتعالى علينا بأننا حضرنا شرح كتاب: «أصول السُّنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى»( ) لفضيلة شيخنا الشيخ خالد بن عبدالعزيز الهويسين حفظه الله تعالى ومساهمةً منَّا في إخراج بعضٍ من علم شيخنا كتبنا واختصرنا هذه الورقات، وسميتها مجتهداً: «تمام المنة في شرح أصول السُّنة». نسأل الله العلي القدير أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والرزق الطيب والعمل المتقبَّل وأن يجعل أعمالنا وأقوالنا خالصةً لوجه الكريم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. كتبه الفقير إلى عفو ربه القدير أبو خلاد ناصر بن سعيد بن سيف السيف غفر الله له ولوالديه وجميع المسلمين قال المؤلف رحمه الله: «حدثنا الشيخ أبو عبدالله يحيى بن أبي الحسن بن البنَّا قال: أخبرنا والدي أبو علي الحسن بن أحمد بن عبدالله بن البنَّا قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال: حدثنا عثمان بن أحمد بن السمَّاك قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الوهاب بن أبي العنبر قراءةً عليه من كتابه في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وتسعين ومائتين (293هـ) قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن سليمان المنقري البصري بـ (تنيس) قال: حدثني عبدوس بن مالك العطَّار قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه يقول»: * مسائل في كتاب أصول السُّنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: 1- اسم الكتاب أصول السُّنة لم ينفرد بهذا الاسم وحده بل وجدت كتب كثيرة بهذا الاسم منها أصول السُّنة للحافظ الحُميدي شيخ الإمام البخاري رحمهما الله. 2- الأصول جمع أصل والأصل: «هو ما يتفرع عنه غيره وما يعتمد عليه غيره» والأصل يشبه القاعدة وهي: «جملة اعتقاد السلف المبنية على الكتاب والسنة والذي لا يجوز مخالفته». 3- السنة هي: «أقوال وأفعال وإقرار النبي » وقد يراد بها: «ما سار عليه أسلاف هذه الأمة بعد النبي  وأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم». 4- هذا الكتاب قد شَمِل اعتقاد أهل السُّنة جملةً وتفصيلاً بل شَمِلَ أصولها وقواعدها وأسسها. 5- ظاهر تراجم الإمام أحمد رحمه الله تقول: إن هذه الأصول كتبها بيده فهذا أوثق لأن بعض تراجم عبدوس رحمه الله فيها أنَّ الإمام أحمد كتبها إليه. 6- كونها مكتوبة من الإمام أحمد رحمه الله فهي جملة اعتقاده وما يعتقده السلف الصالح. 7- سند هذه الأصول سنداً متصلاً للإمام أحمد رحمه الله. 8- لا ينبغي لنا أن نعزو قولاً أو فعلاً من أقوال وأفعال السلف إلا بما صح عنهم خاصةً في المسائل العقدية والفقهية. 9- هذا الاعتقاد من الإمام أحمد رحمه الله عند التأمل نجد أنه مبني على ثلاثة أمور: 1- القرآن الكريم. 2- السُّنة الصحيحة. 3- آثار السلف الذين معه ومن كان قبله. 10- هل يوجد في هذا الاعتقاد شيئٌ من الملاحظات؟ نعم وفي موضعين وسوف نبينهما إن شاء الله تعالى. 11- الذين يروون هذا المعتقد يروونه ويحفظونه بدون شرح ولا يوجد شرحٌ له فيما نعلم. 12- تقدم معنا أن الإمام أحمد رحمه الله كتب إلى عبدوس رحمه الله هذا المعتقد لمكانته عنده. 13- لم يتضح لنا بأن مؤلف هذا الاعتقاد سماه بأصول السُّنة بل أُخذ المسمى من محتوى ما في الكتاب. 14- مؤلف هذا الكتاب لاشك أنه معروف عند العامة والخاصة. * مسائل في الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: 1- اسمه: أحمد بن حنبل الشيباني رحمه الله ولد عام 164هـ. 2- يكنَّى بأبي عبد الله وهو ابنه الأكبر وشاركه في بعض الشيوخ. 3- اشتهر الإمام أحمد رحمه الله بأمور منها: أ - إمام في الحديث: بأنه يحفظ الأحاديث والآثار التي يبلغ عددها ألف ألف «مليون». ب- إمام في السُّنة: يكفي هذا الكتاب الذي معنا. ج - إمام في الورع: قال ابنه عبد الله: «أن أبي له أربعة عشر ليلة لم يأكل سويقة خشية أنه مسروق». د - إمام في الفقه: قال الإمام أحمد رحمه الله: «كل ما عندي من الفقه فهو من الإمام الشافعي». هـ- إمام في التواضع: سُئل الإمام أحمد رحمه الله لماذا لا تفتخر بأصلك فقال: «نحن قومٌ مساكين لولا ستر الله علينا لفضحنا». 4- للإمام أحمد رحمه الله كلمات مضيئة منها ما قاله للذين يجادلون في الحديث: «اعطه الحديث ولا تجادله». ومنها أيضاً أنه سُئل رحمه الله بأن الرجل يقول للكافر أكرمك الله أو جزاك الله خيراً؟ فقال: «يجوز أن يقولها للكافر بنية إسلامه وهدايته». 5- توفي رحمه الله عام 241هـ وعمره 77 سنة. * مسائل في عبدوس بن مالك رحمه الله: 1- عبدوس بن مالك العطَّار يكنَّى بأبي محمد وكان من الخاصة للإمام أحمد رحمه الله. 2- عبدوس رحمه الله ثقة عدل. 3- عبدوس له أسماء متشابهة وهي أربعة: أ - عبدوس بن محمد. ب- عبدوس بن مالك. ج- عبدوس بن آدم. د - عبدوس بن بشر 4- لم أقف على سنة وفاة عبدوس رحمه الله. قال المؤلف رحمه الله: «أصول السُّنة عندنا»: أي أصول السُّنة عند أهل الحديث. قال المؤلف رحمه الله: «التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله  والإقتداء بهم»: * بدأ الإمام أحمد رحمه الله بالإقتداء بالصحابة دون ذكر التوحيد كما هو معروف عند المؤلفين ويرجع هذا إلى عدة أمور منها: 1- أن هذا المتن لم يستوفِ جميع الأصول. 2- أن التمسك بما كان عليه الصحابة فيه التوحيد. 3- ذكر الصحابة هو الأولى والأجدر في معرفة التوحيد. 4- لا يحفظ سند صحيح بأن أحداً من الصحابة بعد وفاة النبي  شُك في عقيدته وإذا وجد الأثر فيرجع إلى أمرين هما: أ - صحة الأثر. ب- إذا صح سند الأثر وهذا قليل فإن له معنى وفهماً صحيحاً يخالف ما يفهمه الجاهل. * جاء في حديث النبي  أنه قال: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ». فيدل هذا على شدة التمسك. * الصحابي: «هو من لقي النبي  مؤمناً به ومات على ذلك وإن تخلل ذلك رده». * مسألة: هل يسمى عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام صحابياً لأنه رأى النبي  في الإسراء والمعراج وهو حي وينزل في آخر الزمان ويحكم بشريعة محمد ؟ الجواب: يجوز أن نقول بأن عيسى عليه السلام صحابي ويشرف بذلك لأنه حي لم يمت وقد ذكر هذا ابن حجر رحمه الله في الإصابة وغيره. * قال الشافعي رحمه الله: «مات النبي  عن أثني عشر ألف صحابي» فهذا حصرٌ منه رحمه الله. * قال ابن حجر رحمه الله: «لم نحصر عدد الصحابة لأن بعضهم لم يذكر عنهم ولم تكن له رواية». * قال الإمام أحمد رحمه الله: «لو أن رجلاً يعمل الصالحات والطاعات لا تساوي بمن رأى النبي ». * قال الله تعالى: [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ] {الأحزاب:21} فالنبي  قدوة ويقال: أسوة ويُقتدى بالنبي  إلا ما أُختص به مثل: 1- زواجه  بأكثر من أربع نساء. 2- وجوب قيام الليل عليه. * نقتدي بالصحابة على وجه العموم ومن حيث التفصيل فلا لأن التفصيل فيه ما هو مخالف لنص النبي  وهذا يعود إلى أمرين هما: 1- ربما لم يصل الصحابي إليه النص. 2- ربما لم يفهمه على فهمه الصحيح. * الصحابة لهم طبقات من حيث الفضل: 1- كبار الصحابة ويشمل أهل الفضل والعلم ومنهم: الخلفاء الأربعة والعشرة المبشرون بالجنة وأهل بدر وأهل بيعة الرضوان والمهاجرون والأنصار. 2- صغار الصحابة ويشمل من هو صغير السِّن وغير ذلك وهم أقل درجة من كبار الصحابة. قال المؤلف رحمه الله: «وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة». * معنى الترك: «التخلية والإبتعاد عن الشيء». * معنى البدعة: «قول أو فعل لم يرد عن النبي ». * قسَّم بعض أهل العلم البدع إلى: بدع محرمة وبدع مكروهة وبدع مباحة وبدع مستحبة. والصحيح: أن البدع وتقسيمها باطل لأن البدعة هي بدعة وضلالة وكل محدث بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. * البدعة أصلها إحداث شيء غير سابق قال تعالى: [بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ] {الأنعام:101} أي أحدث شيئاً سبحانه وتعالى غير سابق. * مراد الإمام أحمد رحمه الله بالبدعة هنا الإحداث في أمور الدين من قول وفعل لأن الدين كامل قال تعالى: [اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ] {المائدة:3} وقال رسول الله : «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد» وفي رواية: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» فهذه الآية وهذان الحديثان فيهما أصلان مهمان هما: 1- قمع جميع أنواع البدع من زيادة ونقص في الدين. 2- صلاحية الدين الإسلامي في كل مكان وزمان. * قال بعض أهل العلم: «البدعة أحب لإبليس من المعصية» لأن صاحب البدعة يعملها ويعتقد بأنها من الدين وأما صاحب المعصية يعلم أنها معصية ويرجو التوبة منها ولذا فإن البدعة أشد من المعصية. * المبتدع لا يوفَّق للتوبة لأنه يعتقد بأنها من الدين إلا أن يشاء الله وذلك بمعاشرة أهل السُّنة وأخذ الحق منهم. * قال الإمام أحمد رحمه الله: «اُتركوا أهل البدع يموتون على بدعتهم ولا تناقشوهم في بدعتهم ولا تردوا عليهم لكي لا تحيا وتنتشر البدعة بين الناس». * قسَّم أهل الحديث البدعة إلى قسمين هما: 1- بدعة مفسقة: مثل: «بدعة المواليد» وصاحبها فاسق. 2- بدعة مكفرة: مثل: «دعاء الأموات» وصاحبها كافر. * البدعة في الأعمال على قسمين هما: 1- بدع أعمال خاصة: وذلك إذا أراد الشخص أداء عمل عبادة لوحده. 2- بدع أعمال عامة: وذلك إذا أراد مجموعة أداء عمل عبادة مثل: ما يفعله الصوفية. * أكثر البدع في الجنائز وفيها ما يقارب (180) بدعة في الوقت الحاضر. * مسائل مهمة في البدعة: 1- الذي يقطع البدعة العناية بعلم السُّنة والعمل بها والدعوة إليها. 2- إذا ذهبت السُّنة لا تعود إلى يوم القيامة وأقامت مكانها بدعة. 3- إذا علم بالبدعة وعمل بها فقد أتى باباً من أبواب كبائر الذنوب. 4- إذا علم بالبدعة ولم يعمل بها ولكنه رضي بها فقد أتى باباً من أبواب كبائر الذنوب. 5- إذا علم بالبدعة ولم يعمل بها ولم يرضَ بها ولكنه لم ينكرها فله أحوال: أ - إذا ترك الإنكار بعذر فلا شيء عليه. ب- إذا ترك الإنكار تقصيراً وتهاوناً فقد أتى باباً من أبواب المحرمات. 6- إذا اشتبهت عليه أهي بدعة أم لا؟ فعليه أمور: أ - سؤال أهل العلم المحققين ولاسيما أهل الحديث. ب- رد الأمر إلى أصله قال الإمام أحمد رحمه الله : «كل شيء فيه شك تركه أولى». ج- سؤال الله عز وجل الهداية إلى ما أُختلف فيه. قال المؤلف رحمه الله: «وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء وترك المراء والجدال والخصومات في الدين». * مراد المؤلف رحمه الله في قول الخصومات أي خصومات الدين في قول الحلال والحرام وقال الرسول  ولم يقل وقال الصحابي ولم يقل وتسمى بالمجادلة. * ورد لفظ المجادلة أو ما يقارب من معناها في القرآن في سبعة وعشرين موضعاً أكثرها في شيءٍ مذموم إلا بعضها في ثلاثة مواضع وهي قوله تعالى: [قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ] {المجادلة:1} وقوله تعالى: [وَجَادِلهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ] {النحل:125} قوله تعالى: [وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ] {العنكبوت:46}. * ثمرات المجادلة تكون سيئة دائماً منها: 1- الشك والتشكيك. 2- الخروج من الملة. * السلف الصالح يكرهون المجادلة ومنهم الإمام أحمد رحمه الله. * أوصى الإمام أحمد رحمه الله من يجادل أهل البدع قائلاً: «ليس في ديننا شك واعطه الدليل ولا تكلمه». قال المؤلف رحمه الله: «والسُّنة عندنا آثار رسول الله  والسُّنة تفسِّر القرآن وهي دلائل القرآن»: * السُّنة عند أهل السُّنة والجماعة كما قال الإمام أحمد رحمه الله: «هي آثار رسول الله ». * آثار الرسول  على ثلاثة أقسام هي: 1- أفعاله. 2- أقواله. 3- تقريراته. * أفعال النبي  تنقسم إلى أقسام وهي: 1- أفعال تدل على الوجوب بدلالة أقواله. 2- أفعال تدل على الاستحباب بدلالة أقواله. 3- أفعال تدل على الإباحة بدلالة أقواله. 4- أفعال تدل على العادة بدلالة أقواله. 5- أفعال تدل على الخصوصية بدلالة أفعاله مثل: المواصلة في الصيام وزواجه والخلوة بالمرأة الأجنبية. * هل كل ما سكت عنه رسول الله  يسمى تقريراً؟ لا إلا إذا سبق ذلك فعلٌ أو قولٌ من النبي  فيكون تقريراً مثل: عدم أكله من لحم الضب فقال رسول الله  لخالد بن الوليد رضي الله عنه: «ليس بحرام ولكن لا أجده في نفسي» رواه البخاري ومسلم. * كيف تكون محيياً للسُّنة ومميتاً للبدعة؟ 1- العلم بالسنة والإحاطة بها بقدر الإمكان. 2- الدعوة إلى السُّنة وعدم مخالفتها إلا بعذر شرعي بتركها. 3- الدعوة إلى السُّنة بعد العلم والعمل. 4- الصبر على تبليغ السنة. 5- المدافعة عن السُّنة بالأقوال والأفعال. * قال ابن القيم رحمه الله: «تبليغ سُنة النبي  أفضل من تبليغ السهام في نحور الأعداء لأن تبليغ السهام يفعله كثيرٌ من الناس وأما تبليغ السنن فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء». * تفسير القرآن بالقرآن يكون بأمور منها: 1- بأن الآية تفسر آية أخرى مبهمة. 2- البحث عن نصوص تفسير الآية. 3- الاستعانة بالكتب والمراجع التفسيرية. * قال ابن حجر رحمه الله: «من نظر في تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم وعبد ابن حُميد لا يضيع منه شيئٌ». والحافظ ابن كثير رحمه الله استفاد من هذه المراجع الثلاثة وهناك كتاب يجمعهم وهو الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي رحمه الله. * تفسير الصحابي ينبغي فيه أمور: 1- تفسير كبار الصحابة يُعنى أكثر من غيره وهم الخلفاء الراشدون. 2- تفسير ما بعد كبار الصحابة مثل ابن عمر وابن عباس وغيرهما. 3- صحة السَّند إلى هؤلاء جميعاً. * قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «إذا تعارض أقوال الصحابة في تفسير الآية فيكون هذا ليس اختلافاً جذرياً بل هو اختلاف تنوع لأن القرآن يأتي بهذا ويأتي بهذا». * تفسير التابعين: «لا يُرد ولا يقبل بل يتحقق من السَّند وصحته». * من كبار التابعين في التفسير: طلاب عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ومنهم: 1- طاووس رحمه الله. 2- عطاء بن أبي رباح رحمه الله. 3- مجاهد رحمه الله. * للقرآن عدة تفاسير هي: 1- تفسير القرآن بالقرآن. 2- تفسير القرآن بالسُّنة. 3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة. 4- تفسير القرآن بأقوال التابعين. 5- تفسير القرآن بأقوال تابع التابعين. 6- تفسير القرآن باللغة العربية. 7- تفسير القرآن بالرأي. 8- تفسير القرآن بالعقل. «تفسير القرآن بالرأي والعقل لا ينزل القرآن مكانه وهو أسلوب شنيع» قال المؤلف رحمه الله: «وليس في السُّنة قياس ولا تضرب لها الأمثـال»: * تفسير القرآن والسُّنة بالإجماع أفضل من تفسير القرآن والسُّنة بالقياس. قال المؤلف رحمه الله: «ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء، إنما هو الإتباع وترك الهوى»: * السُّنة تدرك بالنقل من الكتاب والسُّنة الصحيحة وأقوال الصحابة وذلك بشرط وهو صحة السَّند. * قال الشعبي رحمه الله: «إذا جاءك كلام الله وكلام رسول الله  فاجعله على رأسك وغيره اجعله في الحمام وتبول عليه». قال المؤلف رحمه الله : «ومن السُّنة اللازمة التي من ترك منها خصلة ولم يقبلها ويؤمن بها، لم يكن من أهلها»: * قوله: «من السُّنة»: أي من جملة اعتقاد السلف الصالح. * قوله: «اللازمة»: أي الواجبة التي لا بد منها. * قوله: «خصلة»: أي طريقة أو أمر أو شعبة إذا تركها أصبح كافراً. قال المؤلف رحمه الله: «الإيمان بالقدر خيره وشره والتصديق بالأحاديث فيه والإيمان بها، لا يقال: «لَمِ» ولا «كيف» إنما هو التصديق والإيمان بها ومن لم يعرف تفسير الحديث، ويبلغه عقله، فقد كُفي ذلك وأُحكم له، فعليه الإيمان به والتسليم له، مثل حديث: «الصادق المصدوق» ومثل ما كان مثله في القدر، ومثل أحاديث الرؤية كلها وإن نبت عن الأسماع، واستوحش منها المستمع، وإنما عليه الإيمان بها وأن لا يردَّ منها حرفاً واحداً، وغيرها من الأحاديث المأثورات عن الثقات، وأن لا يخاصم أحداً ولا يناظره، ولا يتعلم الجدال، فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه، ومنهي عنه، لا يكون صاحبه - وإن أصاب بكلامه السُّنة - من أهل السُّنة حتى يدع الجدال ويسلِّم ويؤمن بالآثار»: * أسباب تحقيق الرضا بالقضاء والقدر خيره وشره: 1- معرفة النصوص والآثار الصحيحة فإن فيها شفاء القلوب من الشبهات. 2- التسليم المطلق لهذه النصوص. 3- اعلم أن القدر سر الله سبحانه وتعالى. 4- عدم الخوض والمجادلة في القدر مطلقاً. 5- من أراد الخوض والمجادلة في القدر فيجب رده وتوقيفه عنها. 6- أن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لم يكن ليصيبك. 7- يجب على كل مسلم ومسلمة غلق باب القضاء والقدر. 8- العلاج عند نزول الابتلاء: قول «قدر الله وما شاء فعل» رواه مسلم. قال المؤلف رحمه الله: «والقرآن كلام الله وليس بمخلوق، ولا يصح أن يقول: ليس بمخلوق، قال: فإنَّ كلام الله ليس ببائنٍ منه، وليس منه شيءٌ مخلوق، وإياك ومناظرة من أحدث فيه، ومن قال باللفظ وغيره، ومن وقف فيه فقال: «لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق وإنما هو كلام الله»، فهذا صاحب بدعة مثل من قال: «هو مخلوق» وإنما هو كلام الله ليس بمخلوق»: * قال أهل السُّنة والجماعة: «القرآن كلام الله منزَّل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود ومن قال غير ذلك فهو كافرٌ كفراً مخرجاً من الملة». * تسمى صحف إبراهيم وموسى والتوراة والإنجيل والزبور وغيرها قرآناً لإنها تقرأ وإذا أطلق القرآن فإنه الكتاب الذي أنزل على نبينا محمد  من الفاتحة إلى الناس. * من شك في حرفٍ من القرآن فهو كافر كفراً مخرجاً من الملة. * كلام الله يسمى كلام الله حتى وإن كتب في الصحف وحفظ في الصدور وكتب على السطور ومسحت الآيات وكتب غيرها فإن هذا كله يسمى كلام الله سبحانه وتعالى. * دلت الأحاديث الصحيحة أن قبل يوم القيامة يرفع القرآن من السطور والصدور. * وردت أحاديث مرفوعة إلى النبي  معناها صحيح وأسانيدها غير صحيحة مثل حديث: «القرآن منزّل وليس بمخلوق». * قوله: «فإن كلام الله ليس ببائن منه»: أي ليس منفصل من الله سبحانه وتعالى ولهذا يجوز الحِلف بكلام الله لأنه من صفة الله عز وجل. * قوله: «إياّك ومناظرة من أحدث فيه»: تحذير من المناظرة مع المبتدع مهما كان عنده من العلم لأن ذلك من أعظم أسباب زيغ القلوب ومن طُلب منه المناظرة فليقل له: «نحن ليس في ديننا شك». قال المؤلف رحمه الله : «والإيمان بالرؤية يوم القيامة كما روي عن النبي  من الأحاديث الصحاح وأن النبي  قد رأى ربه، فإنه مأثور عن النبي  صحيح رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس، والحديث عندنا على ظاهره كما جاء عن النبي ، والكلام فيه بدعة، ولكن نؤمن به كما جاء على ظاهره، ولا نناظر فيه أحداً»: * أجمع أهل السُّنة والجماعة أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة و من خالفهم في هذا فهو من أهل البدع ومن قال به فهو أحد إما: 1- أنه من أهل البدع وهو الغالب. 2- أنه من ينقل الكلام عن أهل البدع فاغتر به فأقره. * جاء في صحيح مسلم بأن الإنسان لا يرى ربه في الدنيا وذلك بقول رسول الله : «اعلموا أن أحدكم لا يرى ربه حتى يموت». * من الممكن رؤية الله سبحانه وتعالى في المنام وصح بذلك حديثٌ في صحيح البخاري بقول رسول الله : «إني رأيت ربي بأحسن صورة» وكان ذلك بعد هجرته إلى المدينة. * جاء في سنن الدرامي قول رسول الله : «من رأى ربه في المنام دخل الجنة». * مسائل في رؤية الله عز وجل: 1- إن رؤية المؤمنين لربهم في يوم القيامة هو معتقد أهل السُّنة والجماعة. 2- جاءت النصوص الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة على ذلك. 3- إن رؤية المؤمنين لربهم في يوم القيامة مجمع عليها. 4- لا ينكر الرؤية في يوم القيامة إلا أهل البدع. 5- التحقيق أن الرؤية للناس كافة المؤمن والمنافق والكافر في يوم القيامة أو ذلك في العُرصات. 6- إن رؤية الله في الجنة لأهل الجنة أفضل النعيم وإن عدم الرؤية لأهل النار أشد عذاب عليهم. 7- المؤمنون يرون ربهم في الجنة متى شاؤوا وهي رؤية حقيقية وقال ابن القيم رحمه الله: «إن للمؤمنين في الجنة أربعة أبواب منها باب لرؤية الله سبحانه وتعالى». 8- الأحاديث الواردة في إثبات الرؤية (300) حديثاً باختلاف طرقها وأسانيدها ومتنها. 9- التحقيق أن النبي  لم يرَ ربه في ليلة الإسراء والمعراج قبل الهجرة إلى المدينة بقوله : «نوراً أنى أراه» ورأى ربه في المنام بعد الهجرة بقوله : «إني رأيت ربي بأحسن صورة». قال المؤلف رحمه الله: «والإيمان بالميزان يوم القيامة، كما جاء: «يوزن العبد يوم القيامة فلا يزن جناح بعوضة» وتوزن أعمال العباد كما جاء في الأثر، والإيمان به والتصديق به، والإعراض عن من ردِّ ذلك وتركُ مجادلته»: * الإيمان بالميزان ورد إثباته في الكتاب والسُّنة كقوله تعالى: [فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ] {القارعة:6} وقوله تعالى: [وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ] {الأنبياء:47} ومن الأحاديث حديث أبي مالك الأشعري في صحيح مسلم في قوله  «والحمد لله تملأ الميزان». * قسَّم أهل العلم الذي يوضع في الميزان على ثلاثة أقسام هي: 1- الصحائف التي كتبت على الإنسان في الدنيا. 2- الأعمال والأقوال. 3- الإنسان نفسه يوزن في الميزان. * وزن الأعمال على نوعين في الميزان: 1- وزن أعمال المؤمنين فإما إلى جنة وإما إلى نار. 2- وزن أعمال الكفَّار ومصيرهم إلى النار ولكن ليعلموا بأن الله سبحانه وتعالى لم يظلمهم وينظروا إلى أعمالهم ويقروا بها. * قال بعض أهل العلم ومنهم ابن قدامة المقدسي رحمه الله: «بأن الميزان له كفتان ولسان» وهذا لم يثبت عن النبي  وهو أمر غيبي ولا يجوز الكلام فيه إلا بدليل والصحيح وعليه الأدلة: أن الميزان له كفتان الصحائف والأعمال والأقوال والإنسان نفسه فإن رجحت الحسنات دخل الجنة وإن ورجحت السيئات دخل النار وإن تساوت ينظر إلى أعماله. * أين يكون النبي  في يوم القيامة؟ سأل علي بن أبي طالب رضي الله عنه النبي  أين نجدك في يوم القيامة قال: «عند الصراط» وإن لم نجدك قال: «عند الميزان» وإن لم نجدك قال: «عند الحوض». رواه أحمد في مسنده وإسناه حسن. * لا يجوز تصوير رسم الميزان والصراط وغيرها من أمور الغيب وعلى من فعل ذلك التوبة وعلى من رآها أن ينقضها ويزيلها وصاحبها على خطر من دينه إلا أن يتوب لأنه تقوَّل على الله عز وجل. قال المؤلف رحمه الله: «وأن الله تعالى يُكلِّم العباد يوم القيامة ليس بينهم وبينه ترجمان والإيمان به والتصديق به»: * من أصول أهل السُّنة والجماعة أن الله عز وجل يتكلم وهي صفة ذاتية فعلية وهي صفة كمال لله عز وجل وأنه سبحانه وتعالى تكلم وذلك بالقرآن ويتكلم وذلك بأنه ينادي لأهل السماء أني أحب فلان وسوف يتكلم في يوم القيامة وذلك ما من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبين الله ترجمان. قال المؤلف رحمه الله: «والإيمان بالحوض وأن لرسول الله  حوضاً يوم القيامة تَرِدُ عليه أمَّتهُ عرضه مثل طوله مسيرة شهر، آنيته كعدد نجوم السماء، على ما صحت به الأخبار من غير وجه»: * مسائل في الإيمان بالحوض: 1- أجمع أهل السُّنة والجماعة على الإيمان والتصديق بالحوض. 2- أحاديث الحوض صحيحة متواترة. 3- دلت النصوص بأن لكل نبي حوضاً. 4- أعظم وأفضل وأشرف هذه الأحواض هو حوض نبينا . 5- بينت النصوص الصريحة الصحيحة أن حوض النبي  أحلى من العسل وأبيض من اللبن آنيته عدد نجوم السماء أطوله وعرضه مسيرة شهر. 6- أكثر الناس وروداً على أحواض أنبيائهم هو حوض نبينا  وأمته. 7- النبي  ينتظر أمته عند الحوض. 8- أن من شرب من هذا الحوض لا يظمأ بعدها أبدا. 9- اختلف العلماء في حوض النبي  هل هو قبل الصراط أم بعده والأقرب أنه قبل الصراط ولا يضر هذا الخلاف في الاعتقاد. 10- الإيمان بالحوض عقيدة يعتقدها المسلم من جملة العقائد في الدين. 11- الكفار والمنافقون لا يردون الحوض. 12- يستحب للمسلم أن يسأل الله أن يرد على الحوض ويشرب منه «نسأل الله لنا ولكم أن نشرب من حوض نبينا ». 13- أصل الحوض من نهر الكوثر الذي أعطاه ربنا تبارك وتعالى لنبينا . قال المؤلف رحمه الله «الإيمان بعذاب القبر وأن هذه الأمة تفتن في قبورها وتُسأل عن الإيمان والإسـلام ومن ربه ومن نبيه، ويأتيه منكر ونكير كيف شاء الله عز وجل وكيف أراد والإيمان به والتصديق به»: * مسائل في الإيمان بعذاب القبر: 1- أن عذاب القبر ونعيمه من جملة اعتقاد أهل السُّنة والجماعة. 2- أن من أنكر عذاب القبر ونعيمه يكفر كفراً أكبر مخرجاً من الملة. 3- دل على عذاب القبر ونعيمه الكتاب والسُّنة الصحيحة المتواترة وأجمع أهل السنة والجماعة على ذلك. 4- الناس في القبر على ثلاثة أصناف وهم: أ - صنف عذابه في القبر دائم وهم الكافرون والمنافقون. ب- صنف لا يعذبون في القبر لأنهم من أهل الجنة وهم المؤمنون. ج- صنف يعذبون في القبر من المؤمنين ويرفع عنهم بالدعاء لهم وإهداء ثواب العمل الصالح. 5- دلت النصوص الصحيحة على أن عامة عذاب القبر في ثلاثة: الغيبة والنميمة والبول. 6- اختلف العلماء في الصبيان هل يسألون في القبر أم لا؟ أ - القول الأول: عموم النصوص إنهم يسألون ويوفقون للإجابة وهذا هو الراجح. ب- القول الثاني: لا يسألون. 7- الأنبياء والرسل لا يسألون في القبر لأن الأمم يسألون عنهم في قبورهم. 8- الرجال والنساء في قبورهم يسألون. 9- عذاب القبر ونعيمه من أمور الغيب الذي يجب علينا تصديقه والإيمان به. 10- في القبر إذا عذبت الروح عذب البدن وإذا نُعِّمت الروح نُعِّمَ البدن. 11- الكفار والمنافقون يسألون في القبر ولا يوفقون إلى للإجابة. 12- أفضل من تكلم في عذاب القبر الحافظ البيهقي رحمه الله في جزء مطبوع يسمى: «عذاب القبر وسؤال الملكين». 13- دلت النصوص الصحيحة أن اسم الملكين منكر ونكير وهما أسودان أزرقان. 14- دلت النصوص الصحيحة أن العمل يأتي الرجل في قبره. 15- ثبت عند مسلم وأحمد وغيرهما أن النبي  أمر بالاستعاذة من عذاب القبر ثلاث مرات ويتأكد في الصلاة. 16- هل الميت يعلم بمن يزوره عند قبره؟ قال ابن القيم رحمه الله: «بأن الميت في قبره يعلم بمن يزوره وينتفع بدعائه». 17- الزائر من الأحياء للأموات عند قبورهم إذا أراد السلام والدعاء عليه أن يستقبل وجه الميت والقبلة خلفه ويسلِّم ويدعوا له. 18- بعد التحقيق أن من السُّنة لزائر المقبرة أن يخلع نعليه عند دخوله للمقبرة كما فعل ذلك الإمام أحمد رحمه الله إلا إذا وجد العذر مثل: الحر الشديد أو البرد الشديد أو الصعوبة في الأرض فإنه يلبس نعليه. 19- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «زيارة القبور على نوعين أحدهما: زيارة سُنة مشروعة وهي الدعاء للميت والثانية: زيارة بدعة ممنوعة وهي دعاء الميت والاستعانة به وهي زيارة شركية». 20- ذهب بعض المحدثين على أن زيارة القبور مكروهة وهو قول ضعيف وجمهور العلماء على أنها سُنة وهو الصحيح ويُؤجر فاعلها. 21- الأسئلة التي يسأل الإنسان في قبره: أ - من ربك؟ أي بتحقيق التوحيـد . ب- ما دينك؟ أي بتعليم أمور دينك. ج- من نبيك؟ أي بمعرفة النبي  ومحبته وطاعته وإتباع سنته. 22- حكم تلقين الميت بعد وفاته مَن ربك ومَا دينك ومن نبيك؟ القول الأول: مبـاح والقول الثاني: مكـروه والأقرب بأنه مكروه والأحاديث في أنه مباح مكذوبة وموضوعة على النبي  وعن الصحابة وهي للبدعة أقرب. قال المؤلف رحمه الله: «والإيمان بشفاعة النبي ، وبقوم يخرجون من النار بعدما احترقوا وصاروا فحما، فيؤمر بهم إلى نهر على باب الجنّة – كما جاء الأثر – كيف شاء الله، وكما شاء، إنم‍ا هو الإيمان به والتصديق به»: * أنواع شفاعة النبي : 1- الشفاعة الكبرى لأهل الموقف بعد وقوفهم خمسين ألف سنة. 2- الشفاعة لأهل الجنة ليدخلوا الجنة بعد الحساب. 3- الشفاعة لأهل الجنة في الجنة في رقي الدرجات العليا. 4- الشفاعة لعصاة الأمة بأن لا يدخلوا النار. 5- الشفاعة لقوم دخلوا النار ليخرجوا منها. 6- الشفاعة الخاصة لعمه أبي طالب. قال المؤلف رحمه الله : «والإيمان أن المسيح الدجَّال خارج مكتوب بين عينيه كافر والأحاديث التي جاءت فيه والإيمان بأن ذلك كائن»: * مسائل في المسيح الدّجال: 1- اسمه المسيح الدجَّال وعُرف بذلك وصحت الأحاديث فيه. 2- قال النووي رحمه الله: «سمي المسيح الدجَّال بهذا الاسم لأنه يمسح الأرض كلها إلا مكة والمدينة» وفي رواية عند الإمام أحمد: «أن المسيح لا يطأ مكة ولا المدينة ولا بيت المقدس ولا الطور». 3- قال النووي رحمه الله: «سمي الدجَّال بهذا الاسم لأنه كذاَّب وجمع كذَّابون دجَّالون». 4- قال النووي رحمه الله: «الدجَّال عدو الله». 5- صحت النصوص الصحيحة أن المسيح الدجَّال أعور العين. 6- اُختلف أي العينين فيها عَور؟ الصحيح وبعد التحقيق أن العين اليمنى هي العوراء. 7- ليس معنى أنه أعور بأنه لا عين له ولكن لا يرى بها. 8- أجمع العلماء وصحت النصوص أن المسيح الدجَّال كافر. 9- مكتوب على جبين المسيح الدجَّال «ك ف ر» أي كافر. 10- الحكمة من ذلك ليقرأها كل مسلم حتى وإن كان لا يقرأ لكي لا يفتتن به ويحذر منه. 11- صح عن بعض الصحابة ومنهم عمر وجابر رضي الله عنهما أن ابن الصيَّاد أنه المسيح الدجَّال وكانا يحلفان بذلك كما في البخاري وغيره. 12- توقف جماعة من أهل العلم على أن ابن الصيَّاد هو المسيح الدجَّال بل صح عنه  أنه توقف في ذلك. 13- أكثر العلماء على أن ابن الصيَّاد ليس المسيح الدجَّال. 14- الدجَّال موجود في الدنيا كما في صحيح مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه ولا يعلم مكانه إلا الله عز وجل. 15- المسيح الدجَّال يخرج إذا غفل الناس. 16- جاء في بعض علامات الساعة أن لا يذكر المسيح الدجَّال ويُنسى. 17- قال النووي رحمه الله: «السلف الصالح يستحبون تلقين أحاديث الدجَّال على الصبيان ويعرفونها ويحذرون منه». 18- صح عن النبي  كما في صحيح مسلم الأمر بالاستعاذة من فتنة المسيح الدجَّال في الصلاة. 19- لا يوجد للمسيح الدجَّال ذرية فهو فريد والديه. 20- المسيح الدجَّال من بني آدم. 21- يخرج المسيح الدجَّال في الأرض أربعين يوماً: يوماً كسنة ويوماً كشهر ويوماً كأسبوع وباقي الأيام كأيامنا هذه. 22- ورد في الأحاديث إذا خرج المسيح الدجَّال من أصفهان أكثر من يتبعه أهل البادية. 23- الذي يعصم من فتنة المسيح الدجَّال إذا خرج قراءة عشر آيات من سورة الكهف. 24- صح عند مسلم في صحيحه روايتان أول عشر آيات وآخر عشر آيات من سورة الكهف والتحقيق أنها أول عشر آيات. 25- قال النووي رحمه الله: «فتنة المسيح الدجَّال من أعظم الفتن وينبغي للمسلم الاستعاذة منها». 26- جاء من فتنة المسيح الدجَّال أنه يأمر السماء أن تمطر فتمطر و أنه يمر على الأرض الخربة فيأمرها أن تخرج كنوزها فتخرج ما في بطنها وأنه يقتل الشاب ويعيده و أنه يدعي الربوبية كل هذا من أمر الله عز وجل. 27- خروج المسيح الدجَّال قريب كما دلت بذلك الأحاديث الصحيحة حتى ظن الصحابة أنه يخرج في زمن النبي  بقولهم: «ظنناه في طائفة النخل». 28- الدجال لا يدخل مكة ولا المدينة ولا بيت المقدس ولا الطور وترتجف أراضيها فيخرج من كان فيها من الكفار والمنافقين. 29- إذا قيل أي فتنة أشد المسيح الدجَّال أو يأجوج مأجوج؟ المسيح الدجَّال أشد فتنة من يأجوج ومأجوج. 30- لماذا لم يذكر المسيح الدجَّال في القرآن وهو أشد فتنة من غيره وقد ذُكر يأجوج ومأجوج في القرآن؟ قيل: كي لا يختلط على الناس اسم المسيح الدجَّال مع اسم المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وقيل: أن عدم ذكر المسيح الدجَّال لأن شأنه حقير وهذا قول فيه نظر لأن في القرآن ما هو حقير وذُكر. 31- صح الحديث عن النبي  أن المسيح الدجَّال مكبَّل الأقدام واليدين وكلموه الصحابة كما في صحيح مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه. 32- حديث تميم الداري رضي الله عنه في صحيح مسلم تكلَّم فيه بعض الحفَّاظ سنداً ومتناً والتحقيق: أنه حديثٌ ثابت وأن التعليلات لا تقدح فيه وأقل أحواله أنه حسن أو أعلى من ذلك. 33- يستحب للمسلمين والمسلمات تحذير الناس من المسيح الدجَّال لكي لا يقعوا في الفتنة. 34- أفضل من ترجم للمسيح الدجَّال وعرض سيرته وحاله الإمام النووي رحمه الله في كتابه: «تهذيب الأسماء واللغات». قال المؤلف رحمه الله : «وأن عيسى بن مريم عليه السلام ينزل فيقتله بباب لدّ»: * مسائل في عيسى بن مريم عليه السلام: 1- اسمه عيسى بن مريم عليه السلام ينسب لامه ولا ينسب لأبيه لأنه لا أب له بسبب نفخ جبريل عليه السلام في درع مريم عليها السلام. 2- جواز أن ينسب الرجل لأمه حتى وإن عُرف أبوه على حسب الضرورة كما ورد في أسماء السلف وغيرهم. 3- عيسى بن مريم عليه السلام نبي رسول أيده الله بمعجزات خارقه في عصره. 4- اختلف العلماء في مدة الحمل قال جماعة: «تسعة أشهر» وقال آخرون: «ثمانية أشهر» وقال آخرون: «ستة أشهر» وقال آخرون: «ساعة واحدة» والتحقيق أنها مدة الحمل المعروفة. 5- اختلف العلماء في عمر مريم عليها السلام عند الحمل قال جماعة: «عشر سنين» وقال آخرون: «خمسة عشر سُنة» ولم يأتِ نصٌ صريحٌ بذلك ولا يضر عدم معرفة عمرها. 6- من معجزات عيسى بن مريم عليه السلام إحياؤه للأموات وقال المؤرخون: «أنه أحيا ابن العجوز بعد دفنه بعدة أيام وعاش بعدها» وقال آخرون: «أنه أحيا سام بن نوح» وقال آخرون: «أنه أحيا العزير». 7- من معجزات عيسى بن مريم عليه السلام أنه يبرئ الأكمه أي الأعمى من ولادته ومن طرأ عليه العمى وكذلك يبرئ الأبرص. 8- قال المؤرخون: «اشتهرت معجزات عيسى بن مريم في وقت ظهور الطب واشتهاره». 9- ثبت بأن من يقتل المسيح الدجَّال هو عيسى بن مريم عليه السلام كما ثبت بالأحاديث الصحيحة المتواترة. 10- صحت الأحاديث أن عيسى بن مريم عليه السلام يقتل المسيح الدجَّال بحربه معه وقيل: أنه إذا رآها ذاب كما يذوب الملح في الماء وذلك عند باب لدِّ وهي قرية في فلسطين. 11- اختلف العلماء هل وقت نزول عيسى بن مريم يولد له؟ ورد في ذلك أحاديث وينظر فيها. 12- وردت أحاديث وآثار أن عيسى بن مريم عليه السلام يدفن في حجرة النبي  مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهم ولكن أسانيدها ضعيفة. 13- صحت الأحاديث أن عيسى بن مريم عليه السلام ينزل من السماء واضعاً يديه على ملكين وذلك عند صلاة الصبح عند المنارة الشرقية بالشام كما في صحيح مسلم وغيره. 14- يصلي عيسى بن مريم عليه السلام الفجر خلف رجل من أمة محمد  قيل: إنه المهدي. 15- ينزل عيسى بن مريم عليه السلام مقسطاً عدلاً وحكماً لم ينزل نبياً ولا رسولاً بل بحكم شريعة محمد . 16- ينزل وعمره ثلاث وثلاثون سنة مثل عمره حينما رفعه الله عز وجل. 17- إذا نزل عيسى بن مريم عليه السلام بأي شيء يحكم من شريعة محمد  من المذاهب أو السُّنة أو القرآن؟ الأجوبة كثيرة فمنها: أ - يعطى فهم القرآن لأن فيه كل شيء ويعمل به. ب- يلهم الأحاديث الصحيحة ويعمل بها. ج – أما أنا فأقول في هذا «الله أعلم». 18- أحاديث نزول عيسى بن مريم عليه السلام متواترة فيها ستون حديثاً أو يزيد وخُرِّج بعضها في الصحيحين وغيرهما. 19- جاءت أحاديث في المسانيد والسنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وغيره أن عيسى بن مريم عليه السلام يمر بقبر النبي  ويسلِّم عليه. 20- قال أبو هريرة رضي الله عنه: «من أدرك منكم عيسى بن مريم فليقل إن أبا هريرة يقرؤك السلام» رواه الحاكم في المستدرك. 21- وردت أحاديث أن عيسى بن مريم عليه السلام يحج البيت بعد نزوله من السماء. 22- تمتلأ الأرض في زمانه عدلاً وقسطاً وينقطع الظلم بسبب حكم عيسى بن مريم عليه السلام. 23- صنف السيوطي رحمه الله بسبب كثرة الأسئلة عن عيسى بن مريم عليه السلام كتاباً سماه: «نزول عيسى آخر الزمان». 24- ترجم له الإمام النووي رحمه الله في كتابه: «تهذيب الأسماء واللغات» وهي ترجمة لا بأس بها. قال المؤلف رحمه الله: «والإيمان قول وعمل يزيد وينقص، كما جاء في الخبر «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خُلُقاً» و «من ترك الصلاة فقد كفر» وليس من الأعمال شيء تركه كفر إلا الصلاة، من تركها فهو كافر وقد أحلَّ الله قتله»: * عند أهل السُّنة والجماعة بأن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي ومن قال غير هذا فإنه من أهل البدع. * قال بعض السلف: «أن الإيمان ينقص حتى يبقى مثل الشعرة وذلك بسبب المعاصي» * قال بعض السلف: «إذا سبحنا الله زاد الإيمان وإذا غفلنا نقص الإيمان». * وردت أحاديث مرفوعة بأن النبي  قال: «الإيمان يزيد بفعل الطاعات وينقص بالمعاصي» والتحقيق أنها غير صحيحة ولم تثبت ولكن معناها صحيح. * كَرِه العلماء قول الإيمان مخلوق أو غير مخلوق فالأفضل السكوت عنه. * يُعرَّف الإيمان عند أهل السُّنة والجماعة: «قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية». * مسائل مهمة في حكم تارك الصلاة: 1- من صلى وقتاً وترك وقتاً فكان عدد الصلوات التي صلاها أكثر من عدد الصلوات التي تركها فحكمه بأنه كافر مرتد. 2- من صلى أوقاتاً وترك أوقاتاً فكان عدد الصلوات التي صلاها تساوي عدد الصلوات التي تركها فحكمه بأنه كافر مرتد. 3- من صلى أوقاتاً وترك أوقاتاً فكان عدد الصلوات التي صلاها أقل من الصلوات التي تركها فحكمه بأنه كافر مرتد. 4- من عُرف بأنه تارك للصلاة وتيقن من ذلك فإنه لا يُغسَّل ولا يُكفَّن ولا يُصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين. 5- من قال بأن من ترك الصلاة وهو يعلم بوجوبها لا يكفر هذا قول ترده النصوص الصريحة الصحيحة. 6- الكافر وتارك الصلاة يجوز تشريحهما والتعليم عليهما في الجامعات والكليات وغيرها لأنه لا كرامة لهما ويرميان في الخلاء ويحثا عليهما التراب. قال المؤلف رحمه الله: «وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان، نقدم هؤلاء الثلاثة كما قدَّمهم أصحاب رسول الله  ولم يختلفوا في ذلك، ثم بعد هؤلاء الثلاثة أصحاب الشورى الخمسة: علي بن أبي طالب، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، وطلحة، كلهم للخلافة، وكلهم إمام، ونذهب في ذلك إلى حديث ابن عمر: «كنَّا نعدُّ ورسول الله  حيٌّ وأصحابه متوافرون: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نسكت»، ثم من بعد أصحاب الشورى أهل بدر من المهاجرين، ثم أهل بدر من الأنصار من أصحاب رسول الله  على قدر الهجرة والسابقة أولاً فأولاً ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله  القرن الذي بُعث فيهم كل من صحبه سنة أو شهراً أو يوماً أو ساعة ورآه فهو من أصحابه، له من الصحبة على قدر ما صحبه وكانت سابقته معه وسمع منه ونظر إليه نظرة، فأدناهم صحبة أفضل من القرن الذي لم يَرَوْهُ ولو لقوْا الله بجميع الأعمال ؛ كان هؤلاء الذين صحبوا النبي  ورَأوهُ وسمعوا منه، ومن رآه بعينه وآمن به ولو ساعة أفضل ـ لصحبته ـ من التابعين ولو عملوا كل أعمال الخير»: * مسائل في أبي بكر الصديق رضي الله عنه: 1- اسمه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن أسد بن مرة القرشي التيمي يلتقي مع نسب النبي  في «مرة». 2- أكثر العلماء على أن اسمه: «عبد الله بن عثمان» وهو الصحيح وبعضهم قالوا اسمه: «عبدالله بن عتيق» وهو قولٌ ضعيف. 3- عثمان والد أبي بكر اسمه: «قحافة» أسلم وعمره تسعون سنة وورث ابنه وهو الأول في الإسلام الذي رأى ابنه خليفة للمسلمين. 4- اسم عتيق صفة لأبي بكر الصديق وذلك لأمور منها: أ - عتاقة وجهه في حسنه وجماله. ب- سلامة نسبه من شيء يقدح فيه. ج- عتقه من النار. 5- ولد بعد عام الفيل بعد ولادة النبي . 6- عدد الأحاديث التي رواها (142) حديثاً ذكر ذلك النووي والسيوطي رحمهما الله. 7- أجمع المسلمون قطعياً على أنه أفضل الصحابة من غير مقارنة مع غيره دلت النصوص من الكتاب والسنة الصحيحة وآثار السلف على ذلك. 8- أجمعت الأمة قطعياً على أنه أولى بالخلافة من غيره. 9- من قال أن غيره أولى بالخلافة منه فهو أمرٌ محدثٌ بالدين ويخشى على قائله. 10- الصحيح من أقوال العلماء التي دلت النصوص والآثار الصحيحة على أن من سبَّه أو قدح فيه فإنه كافر مرتد عن الدين ويعطى أحكام الردة والمرتد. 11- يكفي من فضائل أبي بكر الصديق أنه سبق في كل خير وفضيلة جاءت بها الكتاب والسنة. 12- اشتهر أبو بكر الصديق بأمور منها: أ - نصحه للأمة. ب- سعة علمه وهو أعلم رجلٍ من الصحابة. ج - سرعة دموع عينيه وصحت بذلك الأحاديث. د- توفي وعمره كعمر النبي  (63) سنة. 13- جمع بعض العلماء في فضائل أبي بكر الصديق ومنهم ابن الجوزي رحمه الله في جزء مفرد سماه: «فضائل أبي بكر الصديق» فيه قرابة أربعين حديثاً منها الصحيح والضعيف. 14- بعد التحقيق فإن فضائل أبي بكر الصديق في أكثر من أربعين حديثاً مدونة في الصحيح والسنن والمسانيد والأجزاء الحديثية. 15- من كثر فضائل أبي بكر الصديق يشعر بأنه نفرد عن الصحابة في الفضل. 16- روى الخطيب البغدادي رحمه الله بسنده عن محمد بن عبادة أنه قال: «لم يحفظ القرآن من الخلفاء إلا عثمان بن عفان والمأمون» فقال السيوطي رحمه الله معلقاً: «الصحيح أن أبا بكر الصديق وعلي بن أبي طالب حفظا القرآن». 17- دفن أبو بكر الصديق بجوار النبي  في بيت عائشة رضي الله عنها في عام 13هـ. 18- اُختلف في وضع قبره بجوار النبي : أ - عن يمين النبي  وعن يسار عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ب- عند رأس النبي  وعمر بن الخطاب رضي الله عنه عند رجليه. ج- عن يمين النبي  وعمر بن الخطاب رضي الله عنه عن يمينه وهو القول الصحيح. 19- جاءت أحاديث في إسنادها ضعف أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أول من يدخل الجنة بعد النبي . 20- قال ابن تيمية رحمه الله: «أتفق العلماء والناس والأمة على أن الخلافة لأبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم ومن قدم علياً على عثمان فهو أضل من حمار أهله». 21- جاءت أحاديث موضوعة في ذكر فضائل أبي بكر الصديق لا يجوز الاعتماد عليها ولا روايتها إلا على سبيل التوضيح على أنها لا تصح. 22- مما يحسن قراءته في ترجمة الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه كتب كثيرة منها: أُسد الغابة في مناقب الصحابة وسير أعلام النبلاء والإصابة في تمييز الصحابة وغيرها. 23- لو تكلمنا عاماً كاملاً نذكر فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه ما وفيناه حقه وأن حبهُ من الإيمان فكلما ازداد حبك له ازداد حبك لله ولرسوله  ولذا جاء حديثٌ بأن النبي  قال: «أبو بكر لم يسؤني قط». * مسائل في عمر بن الخطاب رضي الله عنه: 1- عمر بن الخطاب القرشي معروف ويسمى الفاروق لأنه فرَّق بين الحق والباطل. 2- أجمعت الأمة بأنه يستحق الخلافة بعد أبي بكر الصديق. 3- عمر بن الخطاب هو الذي أشار بخلافة أبي بكر الصديق. 4- روى عمر بن الخطاب (539) حديثاً في الصحيحين والمسانيد وغيرهما. 5- قُبر بجانب أبي بكر الصديق رضي الله عنهما. 6- الأحاديث الواردة في فضائله تزيد على أربعين حديثاً. 7- اشتهر عمر بن الخطاب بأمور منها: أ - كثر بكاؤه حتى ظهر على خديه خطان. ب- يحب أن يقف على الأمر بنفسه. ج- قوته في الحق. 8- قال ابن عباس رضي الله عنهما: «ذهب عمر بن الخطاب بتسعة أعشار العلم». 9- قال مجاهد رحمه الله: «كنَّا نتحدث بأن الشياطين في زمن عمر بن الخطاب مصفَّده وبعد وفاته انتشروا». 10- أبو بكر الصديق وعمر وعلي توفوا وأعمارهم مثل عمر النبي  (63) سنة إلا عثمان ابن عفان توفي وعمره بضع وثمانون سنة «قال أهل اللغة أن البضع من ثلاثة إلى التسعة». * مسائل في عثمان بن عفان رضي الله عنه: 1- أنه أولى بالخلافة من علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. 2- أنه رجلٌ ناصح للأمة وسليم الصدر على المؤمنين. 3- أنه قليل الكلام وذكر السيوطي رحمه الله أن رواياته (146) حديثاً. 4- أنه أول من جمع الناس على قراءة واحدة في القرآن الكريم. 5- أنه كان يحفظ كتاب الله كاملاً. 6- أنه أول من اقتطع للناس بما يسمى «العطايا». 7- انه أول من سنَّ الأذان الأول في يوم الجمعة. 8- أنه أول من أغلق عليه في الكلام وهو على المنبر في يوم الجمعة. 9- أنه رجلٌ تستحي منه الملائكة وما هو السبب في هذا؟ لأنه كثير الإيمان والعلم والعمل الصالح. 10- أنه كان يحب حقن دماء المسلمين وفي قصة وقعت له مع أبي هريرة رضي الله عنه: «عندما أراد الخوارج قتل عثمان قال أبو هريرة يا أمير المؤمنين أدفع عنك هؤلاء فقال له: أكسر رأس سيفك أتريد أن تقتل مؤمناً». 11- عثمان بن عفان رضي الله عنه في زمانه أفضل من الملائكة. 12- ذكر ابن خياط وهو من شيوخ البخاري قصَّة قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه: «فعندما حوصر في بيته أربعين يوماً ولم يخرج منه دخل رجلٌ على عثمان فأمسك بلحيته يريد أن يقتله فقال له عثمان: دعها فإن أباك كان يكرمها فخرج من البيت ودخل أهل البدع وقتلوه وسقط دمه على قوله تعالى: [فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ] {البقرة:137} وهو يقرأ كتاب الله والمصحف بين يديه». 13- من خرج بمقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه يخشى عليه الردة ويحشر مع المسيح الدجَّال حتى وإن لم يعاصره وكذلك من قتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. 14- وردت فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه وجاءت في الصحيح وسميت: «فضائل عثمان» منها قوله : «عثمان في الجنة». 15- لم يحصل لأي رجلٍ في العالمين بأنه تزوج بنتي نبي إلا عثمان بن عفان فإنه تزوج رقيه وبعد وفاتها تزوج أم كلثوم رضي الله عنهم. * مسائل في علي بن أبي طالب رضي الله عنه: 1- إجماع المسلمين بأنه رابع الخلفاء الراشدين. 2- الصحيح أن فضيلته بعد عثمان بن عفان رضي الله عنهما. 3- أنه خليفة وليس بملك وبموته انقطعت الخلافة التي أخبر عنها رسول الله . 4- روى ما يقارب (589) حديثاً. 5- الرافضة غلت فيه وجعلوه إلهاً وهؤلاء كفار بإجماع المسلمين. 6- إن كثيراً من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وضعوها الرافضة. 7- قال ابن القيم رحمه الله: «كذب الرافضة على علي بن أبي طالب وأهل البيت ما يقارب ثلاثين ألف حديثاً». 8- أنه هو الذي قاتل الخوارج وقتلوه. 9- اشتهر علي بن أبي طالب بأمرين مهمين وهما: أ - سعة علمه: «قال لأصحابه وهو يضرب صدره: هنا العلم لو أحد يأخذه». ب- قوته وشجاعته على أعداء الله: «فتح خيبر ولم يفتحها قبله أحد وكان يقتل من الأعداء في المعركة قرابة ستين رجلاً». 10- الذي قتل علي بن أبي طالب رجلٌ من الخوارج يسمى عبد الرحمن بن ملجم المرادي بسيف مسموم وهو خارج يصلي صلاة الصبح في عام (40هـ) وقال عبدالرحمن بن ملجم عندما قتل علي بن أبي طالب: «فزت ورب الكعبة». 11- كان علي بن أبي طالب من أفضل القضاة بين الصحابة. 12- كان يتزوج النساء وولد له من فاطمة: «الحسن والحسين ومحسِّن» وقال الإمام أحمد في مسنده: «محسِّن بن علي بن أبي طالب مات وهو صغير» وتزوج من جارية وولد له منها: «محمد» ويسمى: «محمد بن الحنفية» نسبة لأمه وهو من التابعين وتعظِّمه الرافضة. قال المؤلف رحمه الله: «والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البرِّ والفاجر، ومن وَليَ الخلافة واجتمع الناس عليه ورضوا به، ومن عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسُمِّي أمير المؤمنين والغزو ماضٍ مع الأمراء إلى يوم القيامة -البرِّ والفاجر- لا يُترك وقسمة الفيء وإقامة الحدود إلى الأئمة ماض ليس لأحدٍ أن يطعن عليهم ولا ينازعهم ودفع الصدقات إليهم جائزة نافذة، من دَفَعها إليهم أجزأت عنه براً كان أو فاجراً»: * السمع والطاعة للأئمة ولأمير المؤمنين من جملة اعتقاد أهل السُّنة والجماعة. * الإمام أحمد رحمه الله لم يذكر السمع والطاعة بلا معصية لأن ذلك معلوم في الدين ولا يخفى على أحد. * مسائل في السمع والطاعة لولي الأمر: 1- استحضار النصوص الواردة من الكتاب والسنة الصحيحة في السمع والطاعة لولي الأمر. 2- فهم النصوص الواردة على فهم السلف الصالح وهم القرون المفضلة ومن سار على نهجهم من أهل العلم والتحقيق. 3- لا ينبغي لأي أحد من الناس وخاصة العوام وجُهَّالهم ليِّ النصوص عن ظاهرها أو عدم فهمها الفهم الصحيح. 4- ما أشكل في هذه النصوص يجب الرجوع فيه إلى أهل العلم والتحقيق والرأي الثاقب وأهل البصيرة الصحيحة. 5- كرِه الإمام أحمد رحمه الله ذكر الآثار والأحاديث التي فهم من ظاهرها الخروج على الأئمة لأنه لا يوجد نصٌ صحيحٌ صريحٌ إلا بما قاله رسول الله : «إلا أن تجدوا كفراً بواحاً» وأيضاً يجب فهم هذا النص فهماً صحيحاً. 6- أن النصوص الواردة ولا سيما السُّنة الصحيحة في السمع والطاعة لمن ولاَّه الله أمر المسلمين بغير معصية لله سبحانه وتعالى بلغت نحو تسعين أثراً وحديثاً وعلى اختلاف صحتها وضعفها في السند والمتن. 7- الحافظ ابن أبي عاصم رحمه الله روى في: كتاب السُّنة نحو (90) أثراً وحديثاً. 8- يجب السمع والطاعة لولي الأمر حتى وإن كان عبداً حبشياً تأمَّر على المسلمين بالسلاح وقهرهم فيجب السمع والطاعة ولا يجوز الخروج عليه لقوله : «عليكم بالسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبدٌ حبشي رأسه كزبيبة». 9- لا يجب السمع والطاعة لولي الأمر إذا كان فيه معصية لله وإما إذا كان مكروها فالصحيح أن المأمور يراعي المصلحة عل حسب ما يترتب عليه. 10- هذه بعض الآيات والأحاديث والآثار في السمع والطاعة لولاة الأمر في غير معصية الله وهي: قال الله تعالى: [أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ] {النساء:59} الولي هنا على ثلاثة أقوال: أ - القول الأول: العلماء فطاعتهم واجبة. ب- القول الثاني: الأمراء. ج- القول الثالث: وهو الصحيح وأنهم العلماء والأمراء ويجب طاعتهم إلا في معصية الله عز وجل. 11- جاء في الحديث الذي خرَّجه الإمام أحمد والدارمي وأبو عاصم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال: «جاءني رسول الله  وأنا مضطجع في المسجد وضربني برجله فقال: «أرأيت إن أُخرجت من المسجد فماذا تفعل؟» فقلت: أذهب إلى الشام. فقال رسول الله : «وإن أخرجت من الشام؟» فقلت: أعود إلى المسجد. فقال رسول الله : «وإن أخرجت من المسجد؟» فقلت: أسل سيفي وأقاتلهم. فقال رسول الله : «أخبرك بشيء أفضل مما تفعله وهو أن تسمع لهم وتطيعهم وتنساق من حيث ساقوا بلا معصية». 12- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : «ولا يكاد يُعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا كان من الفساد أعظم من الفساد الذي أراد أن يزوله فالواجب أن تكون الإمارة ديناً يدان به ويتقرب إلى الله بها ولا تكون الإمارة رئاسة وتسلط على الناس». 13- قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: «أن الجاهلية يرون السمع والطاعة لولي أمرهم مذلة فجاء الدين بخلاف ما هم عليه وذلك بالسمع والطاعة والصبر عليهم وإن ظلموا ولكن يناصحون لأن الدين النصيحة». 14- قال شيخنا الشيخ بن باز رحمه الله:«لا يجوز إظهار عيوب الأمراء على المنابر لأن ذلك خلاف السُّنة والآثار الصحيحة». 15- قال السلف: «ستون سنة في ولاية أمير فاجر خيرٌ لنا من يوم واحد بلا ِأمير» 16- قال أبو نعيم الأصفهاني رحمه الله: «لو أني أعلم بأن لي دعوة مجابة لدعوتها للأمير لأن في صلاحه صلاح الناس». 17- يروى بأن الأمام أحمد رحمه الله قال: «لو أن لي دعوة مجابة لدعوتها للإمام» هذه رواية إسنادها ضعيف. 18- قال البربهاري رحمه الله: «من علامات أهل السُّنة الدعاء لو لي الأمر ومن علامات أهل البدع الدعاء على ولي الأمر». 19- قال شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: «إن الفتنة تحصل في إنكار المنكر على ولي الأمر علانية هذا ما وقع في قصة قتل عثمان بن عفان». 20- السمع والطاعة لولاة الأمر في الظاهر والباطن بأن لا يكون هناك غيبة ولا نميمة. 21- ورد في السُّنة في طاعة ولي الأمر ثلاث صيغ أمر وهي: اتقوا الله واسمعوا وأطيعوا. 22- ورد حديثٌ عند الطبراني وابن أبي عاصم قوله : «من دخل على أمير يريد توقيره واحترامه فهو ضامن». ومعنى ضامن في الحديث على معنيين هما: أ - ضامن الجنة. ب - ضامن مغفرة الذنوب. 23- مسألة مهمة في النصح لولي الأمر سواءً استجاب أو لم يستجب وهي: «إذا قدمت النصيحة لولي الأمر لا تفشي ما حدث بينكم أمام العامة إلا إذا كان المكان خاص وفيه مصلحة». 24- قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فيمن دفع الصدقات لولي الأمر وصرفها في غير مصلحة: «أدفعها إليهم حتى وإن قلدوا بها الكلاب». 25- قال شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله:«الحجاج من أظلم الناس وذلك بما فعل بالصحابة والتابعين» فإذا ذكر ذلك شيخنا رحمه الله بكى. قال المؤلف رحمه الله: «وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولاَّه جائزة باقية تامَّة ركعتين، من أعادهما فهو مبتدع تارك للآثار مخالف للسُّنة ليس له من فضل الجمعة شيء إذا لم ير الصلاة خلف الأئمة من كانوا برِّهم وفاجرهم، فالسُّنة بأن يصلِّي معهم ركعتين، ويَدين بأنها تامَّة لا يكن في صدرك من ذلك شيء»: * أجمع أهل السُّنة والجماعة بأن الصلاة خلف الإمام الظالم الجائر الفاسق صحيحة ومن قال غير ذلك فإنه مبتدع. * الإمام أحمد رحمه الله كان يصلي خلف إمام جهمي ولكن كان يعيد صلاته في بيته. * قال الإمام ابن القيم رحمه الله: «أكثر من 500 عالم يرون بتكفير الجهمي». * حكم الصلاة خلف الإمام الفاسق وهو ليس إماماً للمسلمين: - القول الأول: قال الإمام أحمد رحمه الله: «صلاته ومن خلفه باطلة». - القول الثاني: صلاته ومن خلفه صحيحة. والقول الراجح أن صلاته ومن خلفه صحيحة وإن وجد إمام غيره كان أفضل. قال المؤلف رحمه الله: «ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه وأقروا له بالخلافة بأي وجهٍ كان بالرِّضا أو بالغَلَبة فقد شقَّ هذا الخارج عصا المسلمين وخالف الآثار عن رسول الله ، فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية 21- ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحد من الناس، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السُّنة والطريق»: * الخروج على السلطان على نوعين هما: 1- خروج بمنازعة وقتال وملاحمة. 2- خروج بالكلام والإفساد بين الناس. فهذان النوعان إذا كان أحدهما أشد فساداً كان أعظم ومراد الإمام أحمد رحمه الله النوع الأول. * حكم الخوارج: - القول الأول: أنهم كفَّار. - القول الثاني: أنهم ليسوا بكفَّار. - القول الثالث: التوقف في الحكم فيهم. * قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الخوارج: «أنهم إخوان لنا بالأمس قاتلونا اليوم وليسوا بكفّار ولا منافقين لأنهم يذكرون الله». * السلف يحرصون على عدم التلفظ بثلاثة أشياء هي: 1- قول كافر و يقولون نخشى أن يكون العمل كفراً. 2- قول بدعة ويقولون نخشى أن تكون بدعة . 3- قول حرام ويقولون نخشى أن يكون حراماً . * جاء في الحديث قوله : «من مات وليس في رقبته بيعة لذي سلطان مات ميتة جاهلية» في رواية: «فهو في جاهلية» وفي رواية: «ليس فيه إلا جاهلية». قال المؤلف رحمه الله «وقتال اللصوص والخوارج جائز إذا عَرَضوا للرجل في نفسه وماله فله أن يقاتل عن نفسه وماله ويدفع عنها بكل ما يقدر، وليس له إذا فارقوه أو تركوه أن يطلبهم، ولا يتبع آثارهم، ليس لأحدٍ إلا الإمام أو ولاة المسلمين، إنما له أن يدفع عن نفسه في مقامه ذلك، وينوي بجهده أن لا يقتل أحداً، فإن مات على يديه في دفعه عن نفسه في المعركة فأبعد الله المقتول، وإن قُتل هذا في تلك الحال وهو يدفع عن نفسه وماله رجوت له الشهادة كما جاء في الأحاديث، وجميع الآثار في هذا إنما أمر بقتاله. ولم يؤمر بقتله ولا اتِّباعه، ولا يُجيز عليه إنْ صرع أو كان جريحاً، وإن أخذه أسيراً فليس له أن يقتله، ولا يقيم عليه الحد، ولكن يرفع أمره إلى من ولاه الله فيحكم فيه»: * اللصوص على معنيين هما: 1- إما يريد المال. 2- إما يريد العرض. * إذا أراد اللص المال ففيه قولان هما: القول الأول: ذهب جماعة على أنه إذا أراد المال لا تعطيه فأدفعه وقاتله. القول الثاني: ذهب جماعة على أنه إذا أراد المال تعطيه وتشتري نفسك وعليه الإثم. * إذا أراد اللص العرض ففيه أن تقاتله فإن قتلته فهو في النار وأن قتلك فأنت شهيد للحديث. * إذا هرب اللص وأخذ المال فيكون التعامل معه على طريقتين و هي: 1- إذا هرب وليس معه شيئ لا يلحق به. 1- إذا هرب و معه شيئ ثمين عند صاحبه فإنه يلحق به ويدافعه ويقاتله. قال المؤلف رحمه الله: «ولا نشهد على أحدٍ من أهل القبلة بعمل يعمله بجنة ولا نار، نرجو للصالح، ونخاف عليه، ونخاف على المسيء المذنب، ونرجو له رحمة الله»: * أهل السُّنة والجماعة لا يشهدون لأحدٍ بجنةٍ ولا نارٍ غلا بما شهد له النص. * كل ما ورد في النصوص الصريحة الصحيحة ممن شهد لهم الرسول  يدخلون الجنة ومنهم: 1- العشرة المبشرون بالجنة. 2- أهل بدر. 3- أهل الشجرة. 4- الحسن والحسين رضي الله عنهما. 5- فاطمة رضي الله عنها. 6- عكاشة بن محصن رضي الله عنه. قال المؤلف رحمه الله: «ومن لقي الله بذنب يجب له النار – تائباً غير مصرّ عليه – فإن الله يتوب عليه ويقبل التَّوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ومَنْ لقيه وقد أُقيم عليه حدُّ ذلك الذنب في الدنيا فهو كفارته كما جاء في الخبر عن رسول الله  ومن لقيه مصرّاً غير تائب من الذنوب التي استوجب بها العقوبة فأمره إلى الله إن شاء عذَّبه وإن شاء غفر له ومن لقيه كافراً عذَّبه ولم يغفر له»: * الذنوب تنقسم إلى قسمين هما: 1- ذنوب صغائر. 2- ذنوب كبائر. * بعض العلماء جمع الكبائر وما بقي فهي صغائر: 1- قالوا الكبائر: (7) كبائر. 2- قالوا الكبائر: (400) كبيرة. 3- قالوا الكبائر: (700) كبيرة. 4- قالوا الكبائر: (70) كبيرة. * كيف تعرف الكبيرة؟ تعرف بأن كل ذنب ختم بلعنة أو بنار أو بنفي إيمان أو بليس منا أو بحد في الدنيا أو عقوبة في الآخرة فهو كبيرة. * عند أهل السُّنة والجماعة: من أذنب ذنباً وتاب قبل أن يموت غفر الله له وقَبِل توبته وأبدل سيئاته إلى حسنات. * عند أهل السُّنة والجماعة: أن المسلم المذنب إذا مات فإن مصيره في الآخرة تحت المشيئة إن شاء عذَّبه وإن شاء غفر له وإن أدخله النار فمصيره الجنة. * الحدود في الدنيا كفارة: فعن عبادة بن لاصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «من أصاب من ذلك شيئاً فعوقب فكفارة له ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله وهو إلى الله إن شاء عفي عنه وإن شاء عاقبه» رواه البخاري ومسلم، وفي رواية عند الإمام أحمد: «من أصاب ذنباً فأقيم عليه حد ذلك الذنب فهو كفارته». * التعامل مع أحاديث الوعيد: 1- أخذها على ظاهرها وعدم تفسيرها لكي لا تسقط هيبتها. 2- إذا كان التعامل مع طوائف تكفِّر بفعل الذنوب فإنه يبين لهم بدلالة النصوص الأخرى. قال المؤلف رحمه الله: «والرجم حق على من زنا وقد أُحصن إذا اعترف أو قامت عليه بينته، وقد رجم رسول الله  والأئمة الراشدون»: * قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «أخشى ما وجدنا في كتاب الله قوله تعالى: «والشيخ والشيخة إذا زنيا فاجلدوهما البتة» فهذه الآية نسخت وبقي حكمها». * إذا كُتب العقد ولم يدخل الرجل على زوجته وزنى فإنه لا يرجم بل يجلد وإن دخل ولو لحظة رجم وكذلك الزوجة . * يقع حكم الزنا بأمور وهي: 1- الاعتراف: «مثل: قصة ماعز والغامدية» رضي الله عنهما. 2- أربعة شهود برؤية الزنا كاملاً. 3- قرينة في الزنا وهي حمل المرأة. * ربما امرأة تحمل بلا إيلاج في فرجها وذلك بأخذ مني الرجل وإدخاله في فرجها لأن المني لا يفقد خواصة إلا بعد مضي فترة محدودة مثال ذلك ما يسمى: «بأطفال الأنابيب». قال المؤلف رحمه الله: «ومن انتقص أحداً من أصحاب رسول الله  أو بغضه بِحَدَثٍ منه أو ذَكَر مساوءه كان مبتدعاً حتى يترحَّم عليهم جميعاً ويكون قلبه لهم سليماً»: * مسائل في عقيدة أهل السُّنة والجماعة في أصحاب النبي : 1- أن الصحابة كلهم عدول ثقات كبارهم وصغارهم ومن ثبت له الصحبة. 2- الصحابي: هو من لقي النبي  مؤمناً به ومات على ذلك وإن تخلل ذلك رده. 3- اشترط بعض الحفَّاظ والعلماء في الصحبة مدة طويلة ورواية حتى ولو حديثٍ واحدٍ والصحيح لا يشترط شيئٌ. 4- يجب أن تكون قلوب المؤمنين على الصحابة سليمة وإن حصل منهم ما حصل. 5- لا ينبغي ذكر مثالب الصحابة ولا ما جرى بينهم بل ما يروى عنهم يجب أن يطوى لتكون القلوب سليمة عليهم. 6- الصحابة كسائر البشر ليسوا بمعصومين من الذنوب صغائرها وكبائرها ولكن يجب معرفة قدرهم وإجلالهم واحترامهم مهما صدر منهم. 7- مداومة الترحم على الصحابة فيه سوء أدب في حقهم مع جوازه والأفضل الترضي عليهم. 8- سب الصحابة فسق وضلال وزيادة للذنوب. 9- هل سب الصحابة كفر؟ المسألة فيها تفصيل على قسمين هما: أ- إذا سب الشيخين والعشرة المبشرين بالجنة ومن مات والله ورسوله قد رضي عنه فهو كافر مرتد مثل: غلاة الرافضة. ب- بقية الصحابة الكلام فيهم والقدح هو في الحقيقة طعن في الدين وظلم وفسق ويرجع الأمر إلى الحاكم إن شاء قتله أو سجنه. 10- إذا سب أحدٌ الصحابة فما هو جزاؤه؟ جزاؤه أن يقطع لسانه وقد أراد أن يفعل هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. 11- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «ومن نظر في سيرة القوم -أي الصحابة- وجد أنه لا يكون أحدٌ مثلهم وما كان لهم من سيئات فهي في بحر حسناتهم وذلك لصحبتهم لرسول الله  وبذل الإحسان ونصرة للدين». 12- من اتهم عائشة رضي الله عنها بشيء ورماها بالفحش والخبث فهو كافر بإجماع المسلمين. 13- قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: «أن أحد القضاة أتاه رجلٌ اتهم عائشة رضي الله عنها بالخبث وأمر بقتله واستدل بقوله تعالى: [الخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ] {النور:26} لأنه فهم من كلامه أن محمداً  خبيث فهذا يوجب كفره وقتله». 14- من اتهم أم النبي  وهي ميتة في الجاهلية فهذا يجب قتله لأنه كافر مرتد عن الدين لأن جميع نسب النبي  جاء من نكاح صحيح ولم يأتِ من سفاح. 15- كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إذا سمع رجلاً يسب الصحابة دعا عليه وقد كان مجاب الدعوة. 16- ذكر ابن عساكر رحمه الله: «أن سعد بن أبي وقاص سمع رجلاً يسب أحد الصحابة فقال له أسكت ولم يسكت فرفع يديه وقال: «اللهم اكفنيه بما شئت» فما أنزل يديه حتى جاء جملٌ هائج فداسه حتى مات». 17- امتاز الصحابة عن غيرهم بالصحبة ورؤية ولُقية النبي  ومسابقتهم ومسارعتهم لفضائل الأعمال ونصرتهم للدين ودفاعهم عن النبي  ومات وهو راضٍ عنهم واستغفر لهم ولمن مات منهم قبل موته . 18- قال أبو بكر الصديق في أبي طلحه في يوم أُحد: «يوم أُحد كله لأبي طلحة» وذلك بمدافعته عن النبي  بنفسه. 19- قال ابن حزم الأندلسي رحمه الله: «جميع الصحابة في الجنة وذلك لقوله : «طوبى لمن رآني» وطوبى شجرة في الجنة». 20- قال الإمام ابن القيم رحمه الله: «لا يوجد بين الصحابة من هو لا يسمع لكي لا يُحرم من الوحي ومنهم من هو أعمى لأن الأعمى تفسد عليه دنياه والذي لا يسمع يفسد عليه دينه». 21- من محاسن بعض الصحابة أن منهم من طال عمره جاء في سنن الترمذي قوله : «أعمار أمتي بين الستين والسبعين وقليل منهم من تجاوز ذلك» فمن الصحابة من طال عمره مثل: أ - سلمان الفارسي رضي الله عنه اُختلف كم كان عمره قيل: (120) سنة وقيل: (160) سنة وقيل: (200) سنة وقيل: (260) سنة وقيل: أنه عاصر عيسى بن مريم عليه السـلام والصحيح: أن عمره (120) سنة. ب- عبد الله بن بُسر رضي الله عنه عاش (100) سنة جاء في صحيح البخاري أنه قال رسول الله  لعبد الله بن بُسر وهو طفلٌ: «يعيش هذا مائة سنة». ج- أبو قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما كان كبير السن وهو أول من ورث ابنه في الإسـلام «وغيرهم من الصحابة كثير». 22- إذا ذكر كتاب فيه مساوئ الصحابة ففيه بعض التنبيهات وهي: أ - أكثر ما يروى في ذم الصحابة يراجع إسناده. ب- أكثر ما يروي يكون فيها زيادة ونقص. ج- إذا صح الإسناد وعدم الزيادة والنقص فسيئاتهم في بحر حسناتهم. قال المؤلف رحمه الله: «والنفاق هو الكفر: أن يكفر بالله ويَعْبُد غيره، ويظهر الإسلام في العلانية مثل: المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله  وقوله : «ثلاثٌ من كُنَّ فيه فهو منافق» هذا على التغليظ نرويها كما جاءت ولا نفسرها: * النفاق بمعنى الخروج: فالمنافقون خارجون عن الدين ويعطون أحكام المسلمين وذلك لإظهار شرائع الدين. * المنافقون أشد من الكافرين وأكثر الآيات في القرآن فيهم ولا يخلو مجتمع ولا أُمة إلا وفيها منافقون. * ذكر المنافقون في سورة البقرة (21) مرة وأما في سورة التوبة التي تسمى الفاضحة ذكر فيها اسم سبعين منافقاً ونسخت الأسماء كرامة لأبنائهم. * المنافقون في زمن النبي  بالآلاف روى ابن جرير الطبري حديثاً صحيحاً: «إنه بعد ما انتهي النبي  من الصلاة والاستغفار على أُبي بن سلول أسلم ألف منافق». * من صفات المنافقين أنهم لا يتورعون عن أي شيء قولاً أو فعلاً. * العلمانيون الآن أشد من المنافقين. * كلما قوي الإسلام اختفى النفاق وإذا ضعف الإسلام ظهر النفاق. * قال أنس بن مالك رضي الله عنه: «المنافقون اليوم أشد من المنافقين الذين في زمن النبي  قبل وفاته». * قال الإمام ابن القيم رحمه الله: «قد ملأ المنافقون الأرض والسهول والجبال والقبور وفي كل مكان وتحت كل حجر». * سمع حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما رجلاً يدعو عل المنافقين فقال له: «لو دعوت عليهم لاستوحشت في الطرقات». * قال الحسن البصري رحمه الله في صحيح البخاري معلقاً: «لا يأمن النفاق إلا منافق ولا يخافه إلا مؤمن». * قال بعض أهل العلم: «المؤمن يقلب نيته في اليوم أربعين مرة والمنافق نيته واحده». * أنواع النفاق: 1- نفاق عملي. 2- نفاق اعتقادي. * جزاء الرياء والتسميع والنفاق في الدنيا: 1- يحرم الأذكار. 2- يحرم الحج والعمرة. 3- يحرم حب المساكين. 4- يحرم العمل بالسُّنة. 5- يحرم دفع الصدقات. 6- يحرم قيام الليل. 7- يحرم صلة الأرحام. 8- يحرم الأعمال والأقوال الصالحة. * قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما: «استعيذوا بالله من خشوع النفاق» وسُئل كيف يكون خشوع النفاق؟ قال: «ترى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع». * هناك منافقون ومنافقات في زمن النبي  يعرفهم النبي  وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرقب حذيفة إذا صلى على جنازة لم يكن الميت منافقاً وإذا خرج ولم يصلِ عليه كان منافقاً. * سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما هل عندي من العمّال منافق؟ فقال: نعم واحد فراقب العمَّال حتى عرف المنافق ثم أخرجه من العمل. قال المؤلف رحمه الله: «وقوله: «لا ترجعوا بعدي كفاراً ضلالاً يضرب بعضكم رقابَ بعض» ومثـل: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» ومثل: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» ومثل: «من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما» ومثل: «كفرٌ بالله تبرؤ من نسب وإن دق» ونحو هذه الأحاديث مما قد صحَّ وحُفظَ، فإنا نسَلِّم له وإن لم نعلم تفسيرها ولا نتكلم فيها ولا نجادل فيها ولا نُفسِّر هذه الأحاديث إلا مثل ما جاءت لا نردّها إلا بأحق منها»: * قوله : «لا ترجعوا بعدي كفَّاراً ضلالاً يضرب بعضكم رقاب بعض» حديث صحيح وفيه ثلاثة أحكام: 1- قول: «لا ترجعوا كفَّاراً» أي الكفر والشرك الأكبر ويعم ذلك الشرك الأصغر. 2- قول: «ضلالاً» أي لا يدرك الرجل عندما يقتل الآخر. 3- قول: «بعضكم رقاب بعض» أي يكون القتل بين الأقارب. * قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية: «أن في سنة 750هـ كان يُقدَّم في صلاة الفرض الواحدة «40» جنازة وفي يوم «100» جنازة حتى شق ذلك على الناس وأقاموا في المساجد يدعون الله حتى يرفع ما نزل بهم». * تارك المعصية على ثلاثة أمور: 1- إما يتركها لله: فهذا يؤجر لقوله : «إذا همَّ بمعصية ولم يعملها كتبت له حسنة» وفي رواية: «ولم يعملها جرَّاء نفسي». 2- إما تركها ذهولاً ونسياناً: فهذا لا تكتب له لا حسنة ولا سيئة. 3- إما تركها كسلاً وعجزاً: فهذه تكتب عليه سيئة واحـدة. * الجمع بين النصين المتعارضين يلزمه توفر أربعة أمور: 1- ضبط الألفاظ. 2- معرفة صحة الحديث. 3- معرفة مراد النبي . 4- الإحاطة بالنصوص. «إذا انتهت هذه الأمور الأربعة ولم يتضح شيئ فيكون الترجيح».: * قال الحازمي رحمه الله في كتابه: «الناسخ والمنسوخ»: «هناك خمسون وجهاً في ترجيح الحديث على الآخر فإذا لم تتوفر هذه الأوجه فيترك النصين ويتوقف فيهما». * مسائل في قوله : «من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما»: 1- أن من كفَّره الله ورسوله يجب تكفيره مثل: اليهود والنصارى ومن شك في ذلك فهو كافر مثلهم لأنه كذَّب الله ورسوله. 2- ليس كل أحد يكفِّر مهما بلغت منزلته. 3- من هم الذين يكفِّرون؟ هم أهل العلم المحققون الورعون، والعلماء ثلاثة: أ - علماء ربانيون: وهم الذين يتكلمون بالكتاب والسنة. ب- علماء عامة: وهم الذين لا يريدون الناس العوام أن يسخطوا عليهم ويوافقونهم. ج- علماء سلاطين: وهم الذين يتكلمون على ما يريد به السلطان من تحليل الحرام وتحريم الحلال وليَّ النصوص على ما تهوى به أنفسهم. 4- يجب البعد عن التكفير من أهل العلم القلة وحُدثاء الأسنان. 5- الإمساك عن التكفير إذا قويت الشبهة لأنه ليس بمطالب بتكفير المعين. 6- إذا حُكم على إنسان الكفر فإن هذا الحكم عظيم يترتب عليه حياته ومماته. 7- الأفضل السلامة وترك الخوض فيه. قال المؤلف رحمه الله: «والجنة والنار مخلوقتان قد خُلِقَتا كما جاء عن رسول الله : «دخلت الجنة فرأيت قصراً، ورأيت الكوثر، واطَّلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها كذا، واطّلعت في النَّار فرأيت كذا وكذا»، فمن زَعمَ أنهما لم تُخلقا فهو مكذِّبٌ بالقرآن وأحاديث رسول الله  ولا أحسبه يؤمن بالجنة والنار»: * من قال بأن الجنة والنار غير مخلوقة فهو مبتدع لأنها تواترت الآيات والأحاديث بأنها مخلوقة. * روى الترمذي والنسائي وابن ماجه وإسناده صحيح قوله : «من سأل الله الجنة ثلاثاً قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة ومن استعاذ من النار ثلاثاً قالت النار: اللهم أعذه من النار». * قال وهب بن منبه رحمه الله: «ينبغي على المسلم أن لا يغفل عن ثلاث: أحداها شكر الله الدائم، والثانية العمل للجنة والثالثة الابتعاد عن النار». * كتب الجنة والنار واليوم الآخر على طريقين وهي: 1- كتب مسندة إما مرفوعة أو موقوفة أو مقطوعة. 2- كتب غير مسندة. * معنى الكوثر أُختلف فيه وقيل: 1- الخير الكثير. 2- القرآن والسنة. 3- النهر في الجنة «وهو الراجح». نهر الكوثر يصب في أرض المحشر لسقيا أهل الموقف. * أيهما أكثر النساء أم الرجال في الجنة؟ قال الإمام النووي رحمه الله في شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم قوله : «أكثر أهل النار النساء» وجمع معه قوله : «أن لكل رجل في الجنة زوجتان» بأن أهل النار أكثرها النساء قبل خروجهن منها وبعد ذلك يدخلنَّ الجنة. * قول: «النار تفنى» قولٌ غير صحيح يخالف النصوص الصريحة الصحيحة ودليل بقائها قوله تعالى: [خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا] بأن خلود من فيها أبداً بمعنى لا تفنى النار لخلود أهلها فيها غير الموحدين وكذلك قوله تعالى: [لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا] {النَّبأ:23} والحقب قيل: ثمانون سنة وقال أهل العلم: «الأصل في الحقب أنه يتجدد ولا ينتهي» وكذلك جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قوله : «ويؤتى بكبش وهو الموت بين الجنة والنار ثم يقال لأهل الجنة ولأهل النار: خلوداً فلا موت.. الحديث». * الجن مصيرهم في الآخرة على أمرين وهما: 1- أن المؤمن من الجن لا يدخل الجنة ونعيمه نجاته من النار «وهذا قولٌ ضعيف يضاد الأدلة». 2- أن مصير الجن المؤمن الجنة والكافر النار «وهذا هو القول الصحيح». قال المؤلف رحمه الله: «ومن مات من أهل القبلة موحِّداً يصلَّى عليه ويستغفر له ولا يحجب عنه الاستغفار، ولا تُترك الصلاة عليه لذنب أذنبه - صغيراً كان أو كبيراً - وأمره إلى الله تعالى»: * أهل القبلة هم أهل الإسلام وسموا بذلك لأنهم يستقبلون الكعبة في صلاتهم. ويدخل في أهل القبلة بعض الطوائف من أهل البدع وأهل الذنوب والكبائر. * يجب على الإنسان أن يحقق العقيدة الصحيحة في قلبه ويعمل بها ويوفّق بذلك لحسن الخاتمة. * هذه جملة من عقيدة أهل السُّنة والجماعة قالها الإمام احمد بن حنبل رحمه الله. قال المؤلف : «الحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله وسلم تسليما»: اللهم انفعنا بما علَّمتنا وعلِّمنا ما ينفعها وارزقنا علما ينفعنا وزدنا علماً والحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار بسم الله الرحمن الرحيم: [وَالعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ] {العصر} وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.    الخاتمة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدِّي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم انفعني بما علَّمتني وعلِّمني ما ينفعُني وارزقني علماً ينفعُني وزدني علماً والحمد لله على كل حال وأعوذ بالله من حال أهل النار سبحانك اللهم وبحمدك أشهدُ أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين كتبه الفقير إلى عفو ربه القدير أبو خلاد ناصر بن سعيد بن سيف السيف غفر الله له و لوالديه وجميع المسلمين 25/9/1427هـ